بما أنك تطالعين هذا المقال، لعلك كنت تفكرين في الخضوع لعملية تكبير ثدي في عيادتي في الرياض، وعلى الأرجح أجريت مسبقًا بعض الأبحاث حول هذه العملية. مع ذلك، هناك بعض الأمور التي قد يكون فاتك التعرّف إليها أثناء بحثك حول ما الذي قد يحدث أثناء فترة التعافي من عملية زرع الثدي.

١. مستوى الألم والانزعاج ما بعد العملية نسبي

لعلّك قرأت بأن التعافي من عملية زرع ثدي أمر مؤلم. كما هو الحال مع أي عملية جراحية، من الطبيعي الشعور بالألم والانزعاج بعدها. مع ذلك، تختلف مدّة الألم وحدّته أثناء التعافي من عملية تكبير الثدي بحسب الفرد ونوع الجراحة التي أجريت.

تختلف عملية الشفاء من شخص إلى آخر. فقد تبيّن لبعض الأطباء، مثلًا، بأن النساء اللواتي أنجبن قد يشعرن بألم أقل أثناء مرحلة ما بعد العملية، ولديهن عمومًا قدرة أكبر على تحمّل الألم. هذا وقد يؤثّر نوع عملية التكبير التي أجريت على حدّة الانزعاج الذي تعانيه المريضة. فالغرسات الكبيرة والغرسة تحت الناحية الصدرية تسبب عادةً ألمًا شديدًا في مرحلة التعافي.

تتطلّب عملية الزرع تحت الناحية الصدرية جراحة على إحدى العضلات، بحيث لا بدّ من تخصيص مساحة للغرسة وراء العضلة الصدرية الكبيرة، وهذا ما يسبب عادةً ألمًا شديدًا. في المقابل، يوفّر هذا النوع من عمليات تكبير الثدي حماية أكبر للغرسات، ويقلّل من خطر حدوث مضاعفات نتيجة ردّ جهاز المناعة على كل ما هو غريب في الجسم، وهو ما يعرَف بالتقلّص الكبسولي.

سيكون الانزعاج في أوجه في الأيام الأربعة الأولى بعد إجراء العملية. قد تعانين ألمًا في الثدي من الخارج نتيجة تجدد نهايات الأعصاب، وما بين الثديين حيث يكون الجلد مشدودًا جدًّا. قد يتفاقم الألم أيضًا في فترة الصباح، لكنه يخف في غضون أيام.

لذلك، لا بدّ من تناول مسكّنات الألم. سيصف لك الطبيب الدواء المناسب الذي سيسهّل عملية التعافي. إن كنت لا تزالين تشعرين بالانزعاج بالرغم من تناولك المسكّنات، حاولي اللجوء تمارين التنفس العميق وغيرها من تقنيات الاسترخاء لتخفيف الألم. يجب اعتبار ذلك أيضًا كعلامة إنذار بأنك تجهدين نفسك، لذا عليك التقليل من الحركة في حياتك اليومية والحد قدر الامكان  من حمل الأوزان.

٢. احتباس السوائل وزيادة الوزن

احتباس السوائل من العوارض الشائعة في الأيام الثلاثة الأولى من فترة التعافي، وكذلك زيادة الوزن، قد تعانين أيضًا من غازات لمدى أسبوع تقريبًا بسبب تحرّك السوائل نزولًا نتيجة الجراحة. لذلك، عليك الإكثار من شرب الماء للتخلّص من الغازات. هذا وقد تنتفخ معدتك لمدّة عشرة أيام تقريبًا بعد العملية.

٣. صعوبة في النوم   

تعاني نساء كثيرات من مشاكل في النوم مباشرةً بعد جراحة تكبير الثدي نتيجة وزن الغرسات وحالة الانزعاج عمومًا. بما أنك مجبرة على النوم على ظهرك، من المستحسن التدرّب على طريقة النوم هذه قبل العملية. عليك النوم قدر الإمكان أثناء فترة التعافي، لأن النوم يساعد على إدارة الألم وعملية الشفاء. يسهل في بعض الأحيان النوم على كنبة أو مقعد قابل للبسط كدعامة للظهر، أو يمكنك محاولة النوم على وسادات مرتفعة.

٤. ممارسة الرياضة إنما تدريجيًا

إن التمرين الوحيد الذي يمكنك ممارسته خلال الأسبوعين الأولين اللذين يليين العملية هو المشي الخفيف. قد يسمح لك الطبيب بالقيام ببعض التمارين لمنع تغيّر مكان الغرسات في خلال 4 إلى 7 أيام من العملية، وبعد بضعة أسابيع، يمكنك زيادة نشاطك البدني والبدء بممارسة التمارين المنخفضة الحدّة ، مع ضرورة تجنّب تمارين الجزء العلوي من الجسم.

يمكنك تكثيف تمارينك في الشهر الثاني، لكن من الأفضل الانتظار لمدّة ثمانية أسابيع على الأقل قبل محاولة القيام بأي أنشطة تتطلّب إجهادًا للجزء العلوي من الجسم (مثل تمارين الدفع إلى الأعلى أو حمل الأوزان الثقيلة). من المهم أيضًا الحرص على أن يكون الثديان مدعومين أثناء أي تمرين من خلال ارتداء حمّالة صدر رياضية مناسبة تمامًا.

٥. استئناف العمل- عاجلًا أم آجلًا؟

يختلف موعد العودة إلى العمل بحسب كل امرأة، ومسار شفائها، ونوع العمل الذي تزاوله. فبعض المريضات يعدن إلى العمل في اليوم التالي، وهو أمر لا ينصح به، بينما يأخذ البعض الآخر استراحة من العمل لمدّة أسبوعين على الأقل.

٦. التأقلم مع الثديين الجديدين

سترتخي أنسجة الندبات وتلين تدريجيًا، لكن ذلك قد يستغرق ما بين شهرين وتسعة أشهر. خلال تلك الفترة أيضًا، تبدأ الصلابة والقساوة في الثديين بالتلاشي مع هبوط الغرسات، فيصبح الثديان أكثر ليونة ويتخذان شكلًا طبيعيًا. يبدأ معظم المريضات في هذه المرحلة بالشعور بـأن الغرسات أصبحن جزءًا طبيعيًا من جسدهن.

الخضوع لعملية زرع ثدي هو بالنسبة إلى معظم النساء شيء يقمن به مرّةً واحدةً في حياتهن، لذا من الطبيعي ألّا تكوني على دراية بما عليك توقعه. في حال لديك أي استفسارات عن العملية أو مرحلة التعافي، اتصلي بفريق الدكتور عمره فوده الآن.